الأربعاء، 30 أبريل 2008

آخر مصور شمسي في جنوب العراق






آخر مصور شمسي في جنوب العراق
التاريخ: الأربعاء 30 أبريل 2008
الموضوع: 

البصرة :
بعد مرور خمسين عاماً على اشتغاله بمهنة التصوير الشمسي، مازال المصور الفوتغرافي أبو صباح يزاول مهنته في الهواء الطلق، وبأسلوب بدائي حرص على أن لا يفرط به أمام التطور الحاصل في مجال تقنيات التصوير الرقمي، بل ضاعف ذلك حرصه على الإحتفاظ بصندوقه الخشبي الذي يكاد لا يفارقه كل يوم منذ ساعات الصباح الأولى وحتى غروب الشمس.


أبو صباح ومنذ عامين أصبح أكثر إدمانا على تدخين التبغ والتحديق بوجوه المارة، بعد أن اتخذت الحكومة المحلية في مدينة البصرة قراراً يقضي بمنع ترويج المعاملات والوثائق الرسمية التي تحتوي على صور شمسية، واعتماد الصور الملونة بديلاً منها، لكن هذا القرار الذي كان بمثابة المسمار الأخير في نعش مهنة التصوير الشمسي، لم ينهِ رحلة أبو صباح مع كاميرته ذات المنشأ البريطاني، والتي اقتناها عام 1956، وكان له الفضل من خلالها في تصوير آلاف الوجوه قبل أن يجتاح الغبار عدستها في الآونة الأخيرة.

أبو صباح يتحدث لـ"نيوزمايتك"، عما آلت إليه الحال ويقول، إن "هواة التصوير فقط يرتادونه بقصد تصوير وجوههم بكاميرته، التي وصفها ضاحكاً بالتاريخية"، ويشير إلى انه يعتذر منهم في بعض الأحيان لأسباب أوضحها بقوله "أواجه صعوبة كبيرة في الحصول على مستلزمات التصوير، خصوصاً المحاليل لأنها غير متوفرة في الأسواق، وبعضها أجد نفسي مضطراً لتحضيره".

لكن أبو صباح لا يعتمد في معيشته على المصورين الهواة، بل على منتجي الأفلام الوثائقية الذين يقصدونه باستمرار، ليس إعجابا بكاميرته وإنما رغبة منهم في الحصول على حصادها خلال السنين الماضية، فهم يُقبِلون على شراء الصور الفوتوغرافية القديمة، التي يحرص أبو صباح على وضع العشرات منها في أكياس صفراء اللون، بانتظار زبائن من هذا النوع تهمهم الاستفادة منها في إنتاج أفلام وثائقية تتحدث عن تراث المدينة.

 إلا أن أبو صباح يبدو عنيداً في تعامله معهم عندما يقول "من المستحيل أن أسمح لهم بمشاهدة تلك الصور قبل أن يسددوا ثمنها، لأن ذلك يمنحهم فرصة المساومة عليها، وأنا انبذ هذا التصرف بشدة".

ووفقاً لما أدلى به أبو صباح، فإن ثمن الصورة الواحدة يتراوح بين 10 إلى 40 ألف دينار، وإن غالبية تلك الصور ملتقطة لأماكن ومناطق قد أمحى الزمن معالمها الأصلية، فيما يعود بعضها الآخر إلى شخصيات سياسية كانت تحكم مدينة البصرة ذات يوم، قبل أن يطويها النسيان.

ولم يُخفِ أبو صباح ندمه وحزنه الذي اعتاد عليه جراء التخلي عن تلك الصور التي يصفها بأنها "ثمرة العمر"، وأكد انه يضطر لبيعها بسبب ظروفه المالية الحرجة، مشيراً إلى أنه لا يمتلك القدرة على افتتاح محل تجاري لمزاولة مهنة التصوير بالطرق الحديثة، هذا فضلاً عن عدم معرفته بكيفية إستخدام الكاميرات الإلكترونية وأجهزة الكومبيوتر التي قال عنها إنها "تقف وراء تخلف فن التصوير".

ويتحدث أبو صباح عن تجربته الطويلة مع التصوير الفوتوغرافي الذي وصفه قائلاً "إنه فن عظيم يجب الحفاظ عليه، وقد استمتعت كثيرا باختزال ملامح العديد من الناس في قصاصات ورقية، وكان لي شرف تصوير دور العبادة والأماكن الأثرية والسياحية التي أصبح بعضها أثراً بعد عين في الوقت الحاضر".

أبو صباح ينتقد بشدة جمعية المصورين في مدينة البصرة، متهماً القائمين عليها بالتقصير بحقه، ويضيف "قبل تأسيس جمعية المصورين كنت أمارس فن التصوير بإحتراف، ولكن للأسف أجدهم ينظرون إلى المهنة من نافذة الكسب المالي، وليس باعتبارها فناً إنسانيا رفيعاًً".

 ويقول أبو صباح إن "على وزارة الثقافة أن تُكرّمه بما يضمن له العيش الكريم، وحتى لا يكون مجبراً على التخلي عما تبقّى لديه من صور تراثية نادرة، ويستدرك بالقول "مهنة التصوير الشمسي على وشك الإندثار، وما أملكه من صور قديمة قد ينفد في المستقبل القريب، وعند ذاك لا أعرف ماذا سأفعل؟".

ويكشف أبو صباح عن قيامه مؤخراً بشراء جهاز صغير لوزن الأشخاص، قام بوضعه على بعد متر واحد من كاميرته الخشبية، في محاولة منه لتعويض الركود الذي تشهده مهنته، "لكن تلك المحاولة لم تأتِ بنتائج طيبة لعزوف المارة عن وزن أجسادهم، وانشغالهم بهموم الحياة اليومية وما تنطوي عليه من تحديات أمنية كثيرة".

ويبدي رئيس جمعية المصورين حيدر الناصر تعاطفاً كبيراً مع أبو صباح، ويشير إليه في حديث لـ"نيوزمايتك"، بإعتباره أبرز رواد فن التصوير الفوتوغرافي خلال حقبة سبعينات القرن الماضي، لكنه يصفه بـ"صاحب الأطوار الغريبة".

ويفسر الناصر قوله "كانت جمعية المصورين قد وجهت له أكثر من دعوة للمشاركة في انتخاباتها السنوية، لكنه رفض الحضور، كما اقترحنا عليه مراراً إقامة معرض شخصي على نفقة الجمعية، لكنه رفض من دون أن يقدم أي تبرير أو حتى كلمة شكر".

ويقول الناصر إن "أبو صباح يتعمد حرمان نفسه من امتيازات يستحقها عن جدارة، وانه يفضل الانزواء أسفل أحد الجسور المعلقة في منطقة البصرة القديمة"، لممارسة مهنة وصفها بـ"المنقرضة".

ويكشف الناصر عن أن الجمعية التي يترأسها تخطط لتخصيص راتب شهري متواضع إلى أبو صباح من خلال تبرعات الأعضاء الذين يصنفون جميعاً بإعتبارهم مصورين صحافيين أو أصحاب محال واستوديوهات للتصوير التجاري، باستثناء أبو صباح فإنه الوحيد الذي يغرد خارج السرب، مخلصاً لفنه الجميل بطريقة ابتكرها لنفسه كما كان وسيبقى وفياً لكاميرته الخشبية التي تجاوزها العصر، رغم محاولاته اليائسة لإفشال حقيقة إنتفاء غرضها، بلجوئه إلى عرضها كل يوم أمام أنظار مئات المارة، وهو يبحث في تفاصيل وجوههم التي أصبحت بمنأى عن عدسة كاميرته، عن القليل من الأمل المفقود








أتى هذا المقال من The Iraqi Democratic Union
http://www.idu.net

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.idu.net/modules.php?name=News&file=article&sid=10447

السنة الخامسة العدد (745) الاحد 4 /5/ 2008

الخميس، 17 أبريل 2008

بناء الانسان

بناء الانسان
الانسان اولا 



مصور فوتوغرافي
الصورة الرمزية حيدر الناصر
17/4/2008



شهد الكثير منا العديد من الاطروحات في العالم وضمن بني الانسان ولعله كثرتها كانت في القرون الماضية حينما بدأ الانسان في اوربا بالنهوض ولعل ابرز تلك الاطروحات هي اطروحتين تراوح العالم فيما بينهما الماركسية والرأسمالية وجاء الكثير من المنظيرين ليعكسوا تلك الاطروحات على مناهج سابقة فمثلا اتخذ البعض الاسلام نموذجا لليسارية وقال البعض ان المسيحية هي اليسار المتفتح واخرين ذهبوا الى ان هاتين الاطروحتين تمثل الرأسمالية واليوم ليس هذا موضوعي للنقاش ولكن الموضوع الذي اردت ان اطرحه هو اي من تلك الاطاروحات تهتم ببناء الانسان بغض النظر عما هو دينه ومعتقده وقوميته ومذهبه .
سيداتي سادتي الافاضل اعضاء منتدى شروق
الم يحن الوقت لنناقش مشروع بناء الانسان كانسان والسبل الكفيلة التي تمكننا من بناء حضارة انسانية كبرى تذوب فيها الفوارق مهما كانت تلك الفوارق من اجل ان نحظى بتعايش سلمي على وجه هذه الارض ان كل الاطروحات التي وردت بني الانسان خلال القرنين الماضيين لم نجد فيها سوى الدمار والقتل واضرب لكم مجموعة امثلة على واقعنا العربي
اطروحة القومية : اهتمت بجمع الارض والغاء الحدود ونسيت الانسان .
اطروحة الراسمالية : اهتمت بالاموال والثروات واهملت الانسان.
اطروحة الماركسية : اهتمت بالبناء الايدلوجي الاممي واهملت الانسان.
الاطروحة الاسلامية : اهتم المنتمون لها بالفوارق المذهبية واهملوا الانسان.
الاطروحة الوطنية : اهتمت بالبناء السياسي والعمراني واهملت الانسان.
اذا لابد من اطروحة جديدة وهي بناء الانسان واعتقد انه بالامكان ان ناخذ مما سبق بما يفيد البناء ونترك ما يهدم الانسان ، ان ننظر للانسان بما هو انسان وليس على اساس فكره او دينه او مذهبه او عرقه او شكله فكل تلك انما هي صفات مكتسبة من البيئة او المحيط ولكن يجب ان يكون لنا دورا في صياغة حياة افضل لهذا الكائن اين ما كان وفي اي زمان لان الحقيقة اننا لهذه الارض ننتمي وفيها شركاء نمتلك رؤى وافكار متشابهة لذا لنطرح افكارنا ومشاريعنا لبناء ذواتنا الانسانية ولنرتقي بانفسنا وبالاخرين نحو تكامل انساني حقيقي ولعل خلال الايام القادمة ساطرح شيئا جديدا في هذا السياق
ان وضع الخطوة مبدء التطبيق شيء لايستهان به فاننا نريد فقط ان نكون بني الانسان وجميل ان يطرح هذا الامر على شكل محاضرات واتمنى ان تطرح هنا ما يكون من خلال تلك المقترحات لعله في الاستفاضة سنتمكن من التوصل الى الشكل النهائي الى طرح اللبنة الاولى في مشروع بنائ الانسان
واذا استطعنا ايجاد اليد العاملة لبناء الانسان فذاك شيء عظيم لان تكاليف مواد البناء هي الارادة والعزم والنية والقدرة على التواصل ومن الجدير بالذكران نظام التكامل الانساني موجود في المنهج القراني بحيث ياخذنا الى مرحلة الخلافة الكونية من على الارض .