محمد درويش علي
تصوير/ صباح العاني
تحت شعار: لحظة ايقاف الزمن.. الصورة رسالة محبة وسلام،
اقامت الجمعية العراقية للتصوير، معرضها السنوي الخامس والثلاثين للصورة الفوتغرافية، واحد وستون مصوراً فوتغرافيا، اسهموا في ثلاثمئة وواحد وتسعين صورة توزعت على ثلاثة محاور هي المحور الحر ومحور الحياة اليومية، ومحور الجوانب الفنية.. وكان المعرض عبارة عن حاضنة للبيئة العراقية من اقصاها الى اقصاها، اذ ساهمت فيه، المحافظات كافة ولم تأتِ صور المعرض اعتباطاً وانما كانت انعكاساً لإرهاصات الحياة اليومية العراقية، كان يقف وراءها، مصورون شباب عكسوا معادلة الموت الى الاصرار على الحياة من دون ان يتخلوا عن الشروط الفنية التي كانت هاجس المشاركين . وعكس المعرض الحياة في البصرة وبابل واربيل والنجف وبغداد والانبار وغيرها من المدن العراقية.
ولم تتوقف الصور عند هذا الحد، بل نقلت حالة الاعمار التي تشهدها بعض مدننا، ومعاناة المهجرين، كما عبرت عن الصور، هموم العمر والشيخوخة والطفولة.
وافتتح صباح الحماسي رئيس جمعية المصورين الفوتغرافيين، المعرض بكلمة مؤثرة معلناً فوز البصرة بالجائزة الاولى، وبغداد بالجائزة الثانية، واربيل بالجائزة الثالثة، والناصرية بالجائزة الرابعة اذ قال: ارفع هذا الباج (وكان مرسوم فيه خريطة العراق) الذي يمثل العراق من اقصاه الى أقصاه، اذ عبر المعرض عن هذا التوجه، وكان عراقياً بكل المعاني.
في اروقة المعرض التقينا المصور الفوتغرافي حيدر الناصر الذي مثل محافظة البصرة في المعرض مع مجموعة من المصورين الفوتغرافيين وسألناه عن مشاركته في المعرض فقال: شاركنا بـ(84) صورة، وبعد الفرز تم انتقاء (53) صورة وحصلنا على ثلاث جوائز ذهبية، فضلا عن جائزة تقديرية. املنا ان يقام معرض العراق الدولي للصورة الفوتغرافية بمشاركة عدد من المصورين الفوتغرافيين العرب، وعن مستوى الفوتغراف العراقي حالياً قال: مستوى الفوتغراف متطور جداً في العراق، وهو في تطور دائم، وهذا ما الاحظه في معارض جمعية المصورين العراقيين وباقي المعارض الاخرى. وبرأيي اخذ فن الفوتغراف منحى آخر، بعد عام 2003. واثناء تجوالنا في المعرض التقينا المصور الفوتغرافي عبد علي مناحي عضو لجنة الفرز في المعرض فحدثنا قائلاً: الاعمال المعروضة هي لمصورين شباب واعدين، وظهر فيهم اكثر من مصور متميز، بإمكانه ان يحمل سمات تطوره الى المستقبل. لهم طموح كبير في بلوغ الهدف الذي يريدونه. وعن ابرز الاسماء برأيه قال: هدى علي وعماد التميمي واحمد عبد الله وسيروا الجاف وملاك عبد علي ، هؤلاء اشعر ان لديهم رؤية فنية متقدمة، وبإمكانهم ان يتطوروا من يوم لآخر. وعن الوضع الامني، وكيفية تصويرهم للواقع هذا قال: الوضع الامني يجعلنا في حالة اضطراب وعدم التمكن من اداء واجبنا، والممنوعات كثيرة لا تعد ولا تحصى.اما عبد المجيد عبد الكاظم مصور فوتغرافي في الناصرية وممثل الجمعية فيها فقد قال عن مشاركة الناصرية في هذا المعرض شاركنا بصورتين فقط وحصلت صورة المصور رضا عناد على الجائزة التقديرية. واضاف: ساهمنا بصورتين لفسح المجال امام المحافظات الاخرى التي لم تشارك في معارض الجمعية سابقاً. استوقفتنا صور كثيرة في المعرض لفنانين من مختلف المحافظات ففي صورة لشوان محمد بكر من اربيل، كانت هناك ملامح فنية واضحة وهو يصور لنا مدخل حديقة، كأنه الكهف، اوراق خضر تزين الاشجار، والارضية مغطاة بأوراق ذابلة. كانت الصورة هذه توحي بأهمية الطبيعة، كونها تجلب الفرح والانشراح للإنسان. اما صورة احمد حمزة الفاضل من الانبار وهي فراشة تقف على زهرة، كانها توحي بهذا العمق المتوهج لهذه الفراشة الجميلة الرقيقة وهي التي تقف على زهرة رقيقة ايضا وكأنه اعطانا معادلة مفادها الرقة. امرأة تصنع تنوراً، والتنور هنا الحياة، هكذا ارادت عدسة هدى علي من البصرة وهي تقف مع استمرارية الحياة من خلال هذه المرأة العجوز التي تصنع لنا خبز الحياة. وفعل عماد التميمي ما فعلته زميلته حينما صور لنا الريف في البصرة طفلة تحمل الحشائش وهي مبتسمة ومقتنعة بالحياة البسيطة الهادئة. وكذلك في صورته لعمال معامل الطابوق. وكان خليل الحيدري من بابل ملتصقاً بالحياة ايضا حينما نقل لنا صورة احد عمال صناع القدور، الجالس بكل بساطة والقدور حوله. الملاحظة الايجابية لهذا المعرض، هي انه كان مع الحياة واستمراريتها لا مع الموت ونجح المعرض في ذلك واعطى مشاهديه صورة عن تواصل الحياة برغم الآلام الكثيرة.