تشهد شوارع البصرة الرئيسة اختناقات مرورية في ساعات الذروة، الأمر الذي دفع بالمواطنين الى التنقل سيراً على الأقدام في مناطق مثل تقاطع مستشفى البصرة العام، البصرة القديمة، وتقاطعات التربية، والجمهورية، والجزائر، وأرجع مسؤول السببب الى إطلاق المحافظة حملة واسعة لبناء المجسرات والطرق التي تحتاجها المحافظة.
وتعمل مديرية مرور البصرة على إيجاد طرق بديلة، بسبب الزخم المروري الذي تسببت به تلك الأعمال، لاسيما مجسر المحاكم في المحافظة.
وشهدت البصرة منذ سقوط النظام السابق دخول سيارات بعدد كبير إلى المحافظة، كونها نقطة انطلاق السلع التجارية والمركبات الداخلة إلى العراق، عبر حدودها البرية والبحرية.
ففي مقابلة مع "العالم" أمس الأحد، أكد ولاء عبد الكريم عبيد مدير العقود الحكومية ﻓﻲ محافظة البصرة أن "المحافظة تتجه لتقليل ازدحام سير المركبات عبر تنفيذ 8 مجسرات بوتيرة متسارعة، حيث سيتم الانتهاء منها بعد سبعة أشهر، إضافة إلى مشاريع أخرى"، مشيرا الى "وجود عدد من المشاكل التي واجهتنا من قبيل ضرورة الحفاظ على البنى التحتية كالمجاري والاتصالات وأنابيب المياه وخطوط نقل الكهرباء وغيرها، لكننا تمكنّا من معالجتها بصورة سريعة، واختصرنا زمن تنفيذ المشاريع، وقللنا المدة النهائية لإتمامها بشكل كامل".
وأوضح عبيد أن "أغلب المجسرات سيتم تجهيزها في نهاية شهر أيلول المقبل ضمن المستوى الاول، أما المستوى الثاني الذي سيشهد تأخيرا، بسيطا فيتضمن مجسرات تقاطعات بالقرب من قضاء الزبير ومسجد البصرة (خطوة الامام علي)، ومجسرات تقاطع التربية، والشعيبة، حيث سيتم الانتهاء منها في كانون الثاني المقبل"، لافتا الى "تحقيق نسب إنجاز عالية وصلت الى 40 %، حيث قمنا بنصب الأعمدة والروافد وأعمال الصب والإكساء".
اما المواطن علي الموسوي وهو متقاعد، فقال في حديثه الى "العالم" أمس، إن الوقت لم يحن للحكم على هذه المشاريع، كون المحافظة بحاجة الى وقت لإكمال عدد من المشاريع العمرانية التي تحتاجها المحافظة، بعدما تعرضت للحرمان والاضطهاد، لكني سأحكم عليها بعد إتمامها بشكل نهائي، وأما ما يرافقها الآن من سلبيات، فهو أمر طبيعي".
بدوره، رأى المصور حيدر مصطفى الناصر، أن "من الجميل جدا أن نشهد حالة عمرانية في مدينة البصرة، الا أن الأجمل أن تكون هذه الحالة مدروسة ضمن خطة، وكنت أتمنى لو أن الحكومة المحلية قد بدأت خطة لبناء مدن جديدة تسحب التراكم السكاني والزخم الموجود في المدينة الحالية، ومن ثم تبدأ حالة إعمار المدينة لتكون أجدى وأنفع".
واعتبر الناصر أن أي حالة إعمار للمدينة دون تخطيط عمراني مسبق، انما هي حالة ترميم، وليست بناء ونحن نحتاج لبناء لا ترميم".
وانتقد المواطن مصطفى عبد الحليم، "تأخر هذه المشاريع بالرغم من أهميتها بالنسبة للمحافظة، لما تعانيه من اختناقات مرورية قبل البدء بتنفيذ هذه المشاريع"، معتبرا "العمل في فترة واحدة خطأ، بسبب اغلاق الشوارع الرئيسة، الأمر الذي جعل طوابير السيارات تقف لساعات في الشارع، وهو ما يعزى الى سوء التخطيط حيث يفترض ان تكون هذه المشاريع على مراحل".
وأضاف عبد الحليم "هناك بعض المشاريع يقوم مقاولوها بالعمل بسرعة جيدة، ويضاهي عملهم مثيله في دول العالم، بينما لم نلحظ لدى آخرين أي إنجاز يذكر لغاية الآن، وهو ما يجب أن تلحظه الجهات المعنية، لأن استمرار إغلاق هذه الطرق يكلف المواطن الوقت والجهد والمال يوميا، وبرأيي ان تأتي الأشياء متأخرة أفضل من أن لا تأتي أبدا".
من جهته، أشار المواطن الحاج ابو احمد الى أن "الأهمية الاقتصادية لمدينة البصرة تضعها محط أنظار العالم، لذلك تجد هذه المدينة تعج بالشركات العالمية، وخصوصا النفطية منها، بالاضافة الى احتمالية دخول شركات عالمية في مجال النقل والطاقة والتجارة وأسواق المال مستقبلا، ولاسيما بعد توسيع العمل في الموانئ العراقية"، مضيفا "باعتبار البصرة ترتبط مع دول إقليمية مباشرة أو غير مباشرة عن طريق البحر، اضافة الى وجود مطار دولي بمواصفات متطورة، فإن ذلك يعزز ضرورة وجود شبكة نقل داخلي تقف في بدايتها المجسرات والطرق السريعة وفتح وتعريض وإعادة إكساء الطرق المتضررة بصورة دورية لضمان انسيابية افضل للمرور والحركة والتبضع والانتقال، وكل ذلك يعتبر عوامل جذب سياحي واقتصادي".
ونوه ابو أحمد الى أن "استكمال المجسرات البالغ عددها حوالي 30 مجسرا لكل البصرة سيخرجها من أزمة الاختناقات التي تمر بها"، مقللا من "أهمية الانتظار مدة سنة من أجل استكمالها، كونها ضرورية وتضيف جمالية للمدينة".
فيما أكد الصحفي حيدر الموزاني، في حديثه مع "العالم" أمس، أن "الحركة المرورية لمحافظة البصرة تأثرت خلال فترة إنشاء عدد من المجسرات بفعل زيادة الازدحام المروري، واختناقات السير، وتكمن هذه المشكلة في أن فترة إنجاز هذه المجسرات طويلة نسبيا، في ظل زيادة مفرطة في فترة أعداد السيارات التي لا تنفك تزداد كل يوم باضطراد". ولفت الموزاني الى أن "هذه المجسرات في حال إنجازها يمكنها حل الكثير من معرقلات السير، لكن حتى تلك الفترة، فإن البصري يكافح للوصول الى مكان عمله وبالعكس، ويبحث عن طرق بديلة يتسبب بعضها بحوادث مرورية او أضرار بالمركبة".