السبت، 17 أبريل 2010

بحار توفي في الغربة وروحة تحلق صوب البصرة


بحار توفي في الغربة وروحة تحلق صوب البصرة

حيدر الناصر



في ذكرى رحيل والدي  مصطفى الناصر


تحل هذه الايام ذكرى رحيل والدي الذي  حزن العالم لفقدانه وهذه بعض الكلمات لنعيه
منظمة الحزب الشيوعي فى النرويج تنعي الفقيد مصطفى الناصرـ ابو صابرين ـ بحزن والم شديدين تلقينا نبأ وفاة الرفيق مصطفى الناصر، والذي وافاه لأجل بشكل مفاجئ، مما ترك حزناً بالغاً فى نفوس ذويه وكل اصدقائه ومحبيه. لقد كان الفقيد ذا خلق رفيع وشديد الحب للناس، ولم يكن يحتاج من يتعرف عليه الى وقت كى يكتشف مزاياه الانسانية الرفيعة، تلك المزايا التى قادته الى صفوف حزبنا الشيوعي العراقي بوقت مبكر وفى الحقبة التى كان يرزح فيها شعبنا تحت ظلالالدكتاتورية البغيضة. فأضاف الحزب الى مزاياه الفاضلة تلك رونقاً جديداً، انطلق معه الفقيد فى عمل دؤوب ومتفاني من اجل حرية وخلاص شعبه، الأمر الذى عرّضه الى الكثير من الأذى والمطاردات، حتى اضطره ذلك فى نهاية المطاف الى مغادرة الوطن تحت ضغط الحملة المسعورة التى اطلقها النظام الدكتاتوري بغرض تصفية الحزب فى أواخر السبعينات. وما كاد الفقيد يغادر البصرة فى جنوب وطنه حتى سارع الى العودة الى شماله، تلبية لنداء الحزب للالتحاق بصفوفالأنصار.
فكان مثالآ للنصيرالشيوعي فى شهامته وشجاعته ونكران ذاته. وظلت تلك الخصال الرفيعة تلازمهحتى لحظة وفاته.تعازينا الحارة الى عائلته الكريمة، والى كل من تعرف اليه وواكب مسيرتهالمشرّفة. واذ يغادرنا اليوم ابو صابرين، او ـ ابوجنان ـ  كما عرف فى كردستان، فانه يترك لدينا تاريخه النضالي وشمائله الطيّبة شاهدآ حيّآ عليه مهما طال الزمن.


وقال
"مصطفى عبد الزهرة الناصر"
الذي ضحك من هذا الزمان

علي جاسم شبيب
                   ردني إلى بلادي                                       مع نسائم غوادي


تجلجل ضحكتك في القاعة الكبيرة، ونسيم الفجر يهب علينا. كنا وحيدين في قاعة كبيرة فوق صالة( ميمي) للحلاقة في مدينة دمشق الفتية الهادئة، المتمكنة
والعزيزة..
لم استطع النوم في ليلة من ليالي نيسان المزهر.. أنت تضحك من نسمات تحملنا على كفيها البيضاوين إلى بلادنا وأنا أمد يدي لألمس آخر خيوط الليل، كنت حالما وأنت تضحك بزوغ يوم جديد..وبعد أن خلصنا الكلام كله، وضاعت ذكرياتنا عن البصرة والجيل المهيب، علت ضحكاتك مرة أخرى، فيها شئ من شوق وأمل وإخلاص، فبسطت كفيك للنسائم الندية لهذا الفجر المراوغ. يا مصطفى-: الم أنهك عن الضحك في ساعات الفجر المريبة، خوف النهار القادم..ولكنك أقنعتني قبل أن ننام ساعة، أن تقرا قصيدة (عراقيون) لعبد الكريم كاصد وكنت تحفظها قبل أن يجف حبرها على ورق المجلة،


وقال صبري هاشم
موت بحّار اسمه مصطفى الناصر *
عذبٌ ليلُ المعلا
والبحرُ يأتزرُ الشوقَ منذ بواكيرِ صبحٍ
البحرُ
للنزهةِ يمضي
أو بزفّةِ حوريةٍ ربما ينشغلُ
البحرُ الحائرُ بثغرٍ ساحرٍ يتغزّلُ وقوامٍ ممشوقٍ
البحرُ الداعرُ داعبَ نهداً ركبَ الموجَ
هذا الشيخُ مغرمٌ بفتنةِ الليلِ حين يهبُّ على المعلا نسيمُ
عذبٌ ليلُ المعلا

وأنتَ معي على صخرةِ المنفى تُصلّي
وأنتَ معي توزعُ الحكايا على ظلالِ نسوةٍ عابراتٍ
وأنتَ أطِلتَ السجودَ على ساحلِ نهدٍ ترجّه موجةٌ داعرةٌ
هل أنتَ التَهَجُّد ؟
أفي كلِّ العشقِ البصريّ أنتَ ؟
حولك من أعشابِ الهندِ
ومن أعشاشِ الطيرِ جنةٌ
وحولك المدائنُ مسرفة الأفياءِ
فخُذْ من مزرعةٍ على البحرِ مشرفة نبضَ الحنّاء
وزورقاً لعبورِ الأفقِ
وقبيل المعلا ترجّلْ
لملاقاةِ امرأةٍ أطاحَ بلهفتِها طولُ الغيابِ
خُذ من ماءِ الحنينِ جدولاً
ولا تستلهم من النخلةِ طولاً
وعلى صدرِ البصرةِ اجلسْ
القِ شبكةَ أشواقِك في نهرِ العشار
أو في نهرِ الخورةِ
وباللذّةِ تطيبْ
فالسمكُ الربّانيُّ يمرّ مصادفةً
حين يهبُّ من جهةِ الماءِ عطرُ
والسمكُ السماويُّ يكون العشاءَ الأخير
الآن ... الآن
ارحل إنْ شئت الآن
لقد نامت على صدرِ الميناءِ ناعمةٌ
وهذه بعض من صور تابينه ودفنه
 
رحمه الله واسكنه فسيح جنانه فقد كان نعم الاب المعلم والمناضل الذي تعلمت منه الكثير












حيدر الناصر


http://www.alnoor.se/article.asp?id=74881

ليست هناك تعليقات: