ملف النور عن الشناشيل /الشناشيل
سميت الشناشيل بهذا الاسم وحسب مختلف الرويات لهذه التسمية ولكن الاقرب انها كلمة فاراسية ( شاه نشين) وتهني مكان جلوس الملك او بيت الملك ، وظهر فن عمارة الشناشيل بسبب طبيعة البصرة الحارة اضافة الى الارض الهشة والتي تحتاج الى اساس وبناء خفيف ولذا فان الخشب يعتبر مادة خفيفة يمكن ان تصلح كمادة بناء اساسية وقد امتازت تلك الشناشيل بتعدد زخارفها النباتية والهندسية (كالاطباق النجمية وخلايا نحل ) واغلب تلك النقوش تعلو عقود الشبابيك والابواب وعادة ما تكون العقود ( مدببة ونصف دائرية ومقرنص) وتمتاز شناشيل البصرة بانها منشارية وتكون الشبابيك فيها متوازية ، وتستخدم مادة دهان الورد لدهن الاخشاب وقد ظهر سابقا اسم لمدينة البصرة وسميت بمدينة الورد لانها كان الوافد للبصرة يشتم رائحة الورد من تلك البيوت ، وعادة ما تكون البيوت متراصفة ومقابله بيوت اخرى وتمتاز بضيق الازقة مما يجعلها تحمي المار فيها من اشعة الشمس اللاهبة وهذه الميزة ولدت تواصلا اجتماعيا لسكانيها ، والشناشيل او تلك البيوت عادة مايسكن اهلها في الصيف في الطابق الارضي وفي الشتاء في الطابق العلوي اضافة الى انها تمتاز بايون كبير او باحة وسط الدار يستقبل فيها الضيوف اضافة الى عدد من الغرف واهمها غرفة ( الكنشكان) وهي غرفة صغيرة 2×2 متر فيها شباك يطل على وسط الدار وتعتبر مكان لجلوس النساء اثناء تواجد الضيوف وبالامكان مشاهدة الضيوف من داخل الغرفة ولايمكن للضيف ان يشاهد من فيها ، واستخدم البصريون الاخشاب في اسقف تلك الدور الى مابعد الحرب العالمية الاولى حيث استخدم الحديد في سقف الطابق الارضي والخشب في سقف الطابق العلوي كما ظهر نوع جديد من انواع الشناشيل يعرف بالطراز الهندي ويمتاز عن الطراز القديم بعدم وجود الشرفة ( البلكون) ومن اهم النجارين الذين عملو في مجال البناء الخشبي
( ملا عباس) ونجارين اخرين كما استخدم خشب الجاو والزان والصاج في عمارة وبناء البيوت البصرية و كانت تلك البيوت محل سكن اشهر العوائل البصرية منها عائلة النقيب ومنهم اول وزير تجارة في الحكومة العراقية 1921 وعائلة المناصير وعائلة الخرموش وعائلة السالم وعائلة الذكير وشيخ خزعل اضافة الى اكابر الشخصية البصرية المعرةفة انذاك وتمتلك هذه العوائل عدد من الدور يكون احدها للعائلة واخر للخدم وواحد للضيوف ، هذه الهوية الوطنية اليوم تتعرض للتخريب بسب الاهمال المقصود او الغير مقصود من قبل القائمين عليها وساكنيه بحيث شوهت معالم تلك الدور التي تحمل عبق الماضي وتاريخه والتي اعتبرها البعض هوية بصرية ووطنية وتغنى بحبها الشعراء والكتاب والمطربين اليوم هي مجرد خرائب غير معلومة الملامح قد شوهتها يد الانسان فهل ستمتد تلك اليد لتعيد لها نقائه مجددا .
ولقد ذكر السيدقحطان عبد علي مدير دائرة الاثار في البصرة بانه تم تعمير خمس وحدات منها في عام 1983 وتم تعمير وحدتين في مطلع عام 2000 ولم تمتد اليها يد الاعمار منذ فترة طويلة اضافة الى انه عائديتها اصبحت الى الادارة المحلية في البصرة وليس الى دائرة الاثار واجابة على سؤال اذا ما كان انه بالامكان ان تعاد تلك الاثار ؟ اجاب : نحن نحتاج الى تخمين ودراسة الكلف واخلاء تلك الدور من ساكنيها ولدينا مخططات كثيرة وقد عرضنا البعض منها على السيد محافظ البصرة ونحن نتظر الإجابة.
حيدر الناصر
http://www.alnoor.se/article.asp?id=85986
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق